رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الساعد
محمد الساعد

خادم الحرمين الشريفين.. أرفع منصب.. اليوم

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تؤكد الروايات التاريخية أن أقدم توثيق مكتوب للقب خادم الحرمين الشريفين، ذكره المؤرخ «يوسف بن رافع بن شداد» في العام 632هـ، في كتابه «النوادر السلطانية»، مشيرا فيه إلى أن أول من لقب به كان السلطان صلاح الدين الأيوبي سنة 589هـ. يؤكد ذلك أيضا نقش على قبة صلاح الدين الأيوبي، بالقرب من قبة الصخرة بالمسجد الأقصى، جاء فيه «بسم الله الرحمن الرحيم، وصلواته على محمد النبي وآله، أمر بعمارته وحفر الخندق مولانا صلاح الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين خادم الحرمين الشريفين، وهذا البيت المقدس، أبو المظفر يوسف بن أيوب محيي دولة أمير المؤمنين أدام الله أيامه ونصر أعلامه، سنة سبع وثمانين وخمسمائة للهجرة النبوية». (انتهى النص – ويكبيديا) ويظهر من النقش التاريخي، أن صلاح الدين الأيوبي وصف بأمير المؤمنين، ولم يلقب كخليفة، كما أنه كان أول من ضم خدمة المسجد الأقصى، للحرمين في مكة والمدينة، مع التأكيد أن تلك التوصيفات، كانت مما يحب الأمراء التلقب بها، لضرورات الحكم، وللثقافة السائدة حينها. لقب خادم الحرمين الشريفين اتخذه الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- في العام 1986م- 1406هـ، ليصبح الملك فهد أول من تقلده من الملوك السعوديين رسميا، وتبعه بعد ذلك إخوانه الملوك، تشرفا وتعظيما للبيتين المقدسين، مع ملاحظة أن الملك فيصل طلب استبدال لقب جلالة الملك، من ستارة الكعبة المشرفة، إلى خادم الحرمين الشريفين. وبذلك يعد اللقب الذي يتقلده اليوم الملك سلمان بن عبدالعزيز، أرفع المناصب الإسلامية قاطبة، وأقل ما يقال عنه إن من يقوم على خدمة الحرمين الشريفين، هو «خليفة الحرمين الشريفين»، وبذلك يكون إماما وخليفة للمسلمين جميعا. عرف العرب المسلمون الأوائل، الحكم بشكله التنظيمي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وانتهاء النبوة، حين تولى الحكم الصحابي أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، وسمي بخليفة رسول الله. تقلد الصحابي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الحكم بعد وفاة أبي بكر الصديق، إلا أن المسلمين في المدينة قلدوه منصب إمارة الحكم لأول مرة، وسموه بأمير المؤمنين، بعد أن لقبوه أولا بـ «خليفة خليفة رسول الله»، لكنهم استشكلوا الأمر، ووجدوه لقبا طويلا. انتقل الحكم بعد ذلك من المدينة المنورة إلى دمشق، ليؤسس الصحابي معاوية بن أبي سفيان الدولة الأموية، هنا أصبح الحكم وراثيا في الأبناء والأعمام، يوصي كل أمير لمن يريده من بعده، وهذا يؤكد مشروعية ذلك الخيار في الحكم، وترسخه في وجدان المسلمين الذين قبلوه وارتضوه. إلا أن أيا من أمراء بني أمية لم يتسم بلقب «خليفة» النبي الأعظم أبدا، بل إن بعض المؤرخين هم من أطلقوا تجاوزا لقب الخليفة الخامس، على عمر بن عبدالعزيز. بقي لقب خليفة منصبا تاريخيا وشرفيا، يطلق أحيانا على رأس الدولة الإسلامية من حين لآخر، خاصة مع تشكل دول عربية وإسلامية متعددة في نفس الوقت، فبعد انتهاء الدولة الأموية، نشأت دولتان على الفور، الأولى في بغداد وسميت بالعباسية، والثانية في الأندلس وسميت بالأموية. تعدد الدول لم يشكل هاجسا للعرب، بل تعايشوا مع دولة عباسية في العراق، عاصرتها دولة أموية في الأندلس، ولحقها دولة طولونية، وسلجوقية، وفاطمية، وأيوبية، كلها دول نشأت وتعايشت وتزامنت أحيانا، دون أن يؤرقها لقب «خليفة»، كما تصوره لنا الحركات الإسلاموية الآن، التي تندفع نحو الحكم، متذرعة بإعادة إحياء الخلافة. نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up